معاناة النساء المعتقلات

0
أسكن في بيت العائلة بعمارة مكونة من 4 طوابق بتاريخ 6/12/2023 ، ولدى طفلين محمد يبلغ من العمر 4 سنوات وزين 9 أشهر , وعند عند حوالي الساعة 3:30 عصرا قامت طائرات الاستطلاع بإطلاق النار في المنطقة فلجئنا إلى منزل السيد خليل المصري والمكون من طابقين وبدروم الذي يبعد عنا حوالى 20 مترا للإحتماء به وفي هذه اللحظات قام الإحتلال بإطلاق قنابل دخانية فقمنا على الفور بوضع محارم معطرة على أنوف اطفالنا الصغار وفجأة قام الجنود بتفجير حائط البدروم وكان هناك جندي يصوب علينا بندقيته القناص وطلب منا أن يخرج النساء والصغار إلى الخارج وقام عمي والد زوجي بترجمة ما يقوله الجندي وهو أن نجلس في وسط الشارع مع رفع أيدينا إلى أعلى وبعد ذلك تم فصل الأطفال والنساء في ناحية والرجال في ناحية أخرى وبعد ذلك جاء إليّ جندي يتكلم العربية وقام بأخذنا كنساء إلى حواصل منزل يعود لعائلة حجاج وقام أحد الجنود بتوزيع بعض الحاجيات على الإطفال وقام بالمناداة علي من دون النساء وأجبرني على اعطاء ابني زين البالغ من العمر 9 أشهر إلى جدته حيث كان في حضني حينها وأنا في بداية الأمر رفضت ذلك وقام بتهديدنا بقصف المنزل في حال الإستمرار في رفض تسليم ابني لجدته فطلب مني عمي وزوجي أن أقوم بتسليم ابني زين لجدته وأنا قمت بذلك خوفاً على المنزل وانصياعاً لكلام زوجي وعمي وبعدها حضرت إلى إحدى المجندات وقامت بأخذي إلى دبابة وهناك وجدت زوجي وأخيه وأبيه واثنين من عائلة المغربي وتحركت بنا الدبابة مسافة حوالي ساعة من الزمن وقاموا بتكبيل يدي من الخلف ووضع عصبة على عيوننا وقاموا بعد ذلك بإدخالنا إلى بناية مكونة من طابقين وكان هناك طبيب وقام بحقن الرجال بابرة وفي هذه اللحظات أصاب الرجال نوع من الهلوسة وفجأة اقترب مني الطبيب وقام بحقني بإبرة في ظهري أصبحت لا أستطيع الحركة والمقاومة ومن ثم قام أحد الجنود بضربي بعُقاب البندقية بشكل وحشي وقاموا بضرب الرجال أيضاً ومن ثم حضر إلينا ضابط وسألني عن حركة حماس وأين يتواجدون الآن وقلت لهم لا أعرف وبعدها قاموا بعصب عيني وبعدها قاموا بتقييد يداي إلى الأمام واستطعت رفع عصبة العين وشاهدت ما حولي من المكان ثم قاموا بأخذي إلى ساحة كبيرة محاطة بالرمال وقاموا بالسب والشتم على بالفاظ بذيئة وبعدها قام بسبي وشتمي عدة مراة وأطلق علي الجنود الكلاب العسكرية وهنا كنا نقدر بحوالي 10 أشخاص نساء ورجال وقالوا لنا الجنود المتواجدين سوف نقوم بدفنكم أحياء ونجعل الكلاب تأكلكم وقال لي أحد الجنود الأن سوف أقتل زوجك وقام بإطلاق النار في الهواء وأصبحت أبكي بشدة وفي حينه صرخ عليّ عمي وبدأ التراب ينهال علينا ويقول لي عمي تعالي فكيني فقام الجندي بضربي واستمر على هذه الحالة أكثر من نصف ساعة وبعد ذلك أحضر الجنود حمالة وقاموا بنقلي عبر عربة عسكرية كان بها مجموعة من الشباب وأنا سألتهم عن زوجي فقالوا لي أنه قد قتل وبعدها نقلوني إلى منطقة تابعة للجيش يوجد بها حصمة وزلط وممتلئة بالماء مع نساء وكان الرجال والنساء منقسمون وكان النساء من عائلة أبو زور وأبو شمالة والاخرس وأبو الخير وكنا حوالي 19سيدة وكنا معصبي العيون وبعد ذلك أخذوني إلى باص وتحرك بنا حوالي 7 ساعات وخلال هذا الوقت تعرضت للضرب حيث ضربوني بعقاب البندقية على رأسي مرة أخرى بالإضافة لضربي بآلة حادة وبعد ذلك أوصلوني إلى سجن عناتوت في القدس وهناك قاموا بتفتيشي من خلال جندية وفتشوني تفتيش عاري وكان بحوزتي مصاغ ذهبي وأموال وهاتف محمول قاموا بأخذهم وسلموني ورقة بذلك وقالوا لي “عندما يفرج عنكي بتأخذيهم” وبعد ذلك قاموا بتسليمي ملابس ترينج وأنا كنت في هذه اللحظات متعبة جداً من صدري بسبب عدم ارضاعي لطفلي فقاموا باخذي إلى العيادة وسلموني شفاطة حليب وكانو يسبون عليّ بالفاظ سيئة جداً وعندما كنا نصلي ونؤدي الطقوس الدينية يقوما بسبنا وسب رسولنا الكريم وعندما كنا نذهب إلى الحمام كنا نكون مكبلين اليدين وايضا كنا ننام على الفراش مكبلين اليدين وكان السجن عبارة عن قفص سلكي وهو محاط بالجنود وكان الجنود يشهرون ويصوبون أسلحتهم علينا على مدار الساعة وأنا بقيت في سجن معتقل عناتوت لمدة 9 أيام متواصلة وبعد ذلك قاموا بنقلنا إلى سجن غير معروف ولا اعلم ما هو وخلال هذه الفترة كنت أتعرض لضرب من قبل الجنود حيث قاموا بضربي على رأسي وعلى خصرتي التي أجريت فيها عملية مؤخرا وبعدها قاموا بنقلي إلى سجن الدامون وهناك قامت إحدى المجندات بتفتيشي وخلع ملابسي وبعد ذلك عُرضت على المحقق ليتم التحقيق معي ومن ثم أخذوني إلى غرف الزنازين ووجدنا هناك معتقلات فلسطينيات من الضفة الغربية وقاموا باعطائنا ملابس منهن وتم تقسيمنا كل 13 مرأة داخل زنزانة وكانوا خلال هذه الفترة يقوموا برش المياه علينا وبقينا خلال هذه الفترة نذهب للحمام مكبلي اليدين ويقوموا بايقاظنا الساعة الرابعة فجرا والبرد شديد جداً وكان لكل معتقلة بطانية واحدة رقيقة جدا لا تكفي للدفء وفي تاريخ 26/1/2024 تم نقلنا عبر باص تابع للجيش إلى منطقة بئر السبع وهناك قاموا بفك الكلابشات من أيدينا وقالوا لنا أنتم مفرج عنكم واستقبلتنا منظمة الوكالة وأنا اتصلت بسرعة على هاتف زوجي وهنا علمت أن زوجي حي وقال لي أن أبنائي مازالوا بغزة وتم اطلاق سراحنا ونقلنا إلى مركز نزوح بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
احدى إفادات النساء المعتقلات لدى الاحتلال خلال الحرب على قطاع غزة
اقرأ ايضاً